في الأونة الأخيرة، شهدت صناعة الألعاب إنجازات كبيرة من حيث المبيعات مع عناوين مثل “Zelda: Tears of the Kingdom” و “Hogwarts Legacy” وغيرها، حيث حققت مبيعات وأعداد لاعبين مرتفعة جدًا. ومع ذلك، هناك تسريحات واسعة النطاق في شركات كبيرة مثل Epic و Unity و Xbox و PlayStation و Riot و EA. لتفسير هذا التباين، يجب ان نعود الى عام 2019 حيث كانت مبيعات أجهزة الألعاب تتراجع مع اقتراب انتهاء دورات الأجهزة، ولكن تم تعويض ذلك عبر نمو ألعاب الهاتف المحمول. في 2020، أدت عمليات الإغلاق بسبب الجائحة إلى زيادة كبيرة في مبيعات الألعاب وإيرادات ألعاب الهاتف المحمول. وفي عام 2021، حتى عندما شهدت مبيعات الأجهزة انخفاضًا طفيفًا، واصلت ألعاب الهواتف النمو.
هناك ثلاث عناصر رئيسية شهدتها صناعة الألعاب الإلكترونية وذلك بفضل الربح الكبير الذي حققته. أولًا، زادت شركات الألعاب عدد الموظفين والألعاب الجديدة وأنشأوا استوديوهات جديدة. ثانيًا، حدثت العديد من عمليات الاستحواذ البارزة مثل استحواذ Microsoft على Activision Blizzard وغيرها من صفقات بمليارات الدولارات. وأخيراً، توجهت الاستثمارات نحو استوديوهات جديدة في حين غادر بعض المطورين المخضرمين وظائفهم لتأسيس استوديوهات منافسة من الفئة AAA.
واجهت الصناعة تحديًا كبيرًا يتمثل في نقص الكوادر ذات الخبرة لتطوير الألعاب الجديدة، مما أدى إلى اندلاع حرب المواهب حيث بدأت الشركات في تقديم رواتب أعلى ومزايا إضافية لجذب المواهب. لقد أفاد العمل عن بُعد أيضًا في تسهيل انتقال الأشخاص بين الشركات.
بعد جائحة كوفيد-19، كانت هناك توقعات بانخفاض إيرادات صناعة الألعاب نظرًا لعودة الناس إلى الأنشطة خارج المنزل. ومع ذلك، تُظهر البيانات أن مبيعات ألعاب الفيديو في عام 2023 لا تزال أعلى مقارنة بالمبيعات في عام 2019 حسب تقارير GSD.
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في زيادة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة والأعمال، مما أثر على صناعة الألعاب الإلكترونية. اضطرت شركات الألعاب لزيادة الأجور وتكاليف السفر وسائر التكاليف مع الحاجة لزيادة الرواتب مجددًا بسبب التضخم وغي نفس الوقت لم يكن هناك امكانية لزيادة أسعار الألعاب مرة أخرى لتعويض التكاليف بعد الزيادة السابقة في 2020 و2021 لأسعار الألعاب الكبيرة (AAA).
نتيجة لذلك ازدادت تكلفة تطوير الألعاب كثيرًا كما يتضح من مضاعفة ميزانية تطوير ألعاب مثل Spider-Man 2 وTekken 8 عن الإصدارات السابقة. تواجه الشركات تحديات إضافية مثل زيادة عدد الألعاب الواردة إلى السوق، مع نشر أكثر من 14000 لعبة على Steam في العام السابق. أيضًا، تشهد أجهزة التحكم مثل PlayStation 5 وXbox Series X/S انخفاضًا في المبيعات، ولم يحدث نمو حقيقي في قاعدة المستخدمين لكلا المنصتين خلال العقدين الماضيين. نتيجةً لذلك، تسعى Sony وMicrosoft لزيادة الإيرادات من خلال طرق مثل المحتوى القابل للتنزيل والمايكرو ترانزاكشن والاشتراكات، وتوسيع انتشار ألعابهم إلى الكمبيوتر الشخصي وأجهزة التحكم الأخرى.
القصة الكاملة لكارثة لعبة The Day Before
أداء Nintendo Switch قوي لكن مبيعاته تتباطأ مع اقتراب الجهاز من العام الثامن في السوق. يشهد مجال ألعاب الهاتف المحمول أيضاً تحديات، حيث انخفض النمو بسبب تغييرات الخصوصية التي أثرت على الإعلانات. تنافس ألعاب الخدمة المباشرة الشركات في الوقت والمال، مع ألعاب مثل Fortnite وRoblox وCall of Duty تستحوذ على اهتمام اللاعبين لساعات طويلة. هذه الصعوبات تدفع بشركات الألعاب للتركيز على نقاط قوتها وإلغاء مشاريع أخرى مما يؤدي إلى تسريحات جماعية وصفت بـ “التصحيح”. الظروف الصعبة تجعل فرص تشكيل استوديوهات جديدة ضئيلة بسبب تحفظ المستثمرين، مما قد يجبر العاملين في صناعة الألعاب على مغادرتها والبحث عن فرص عمل أخرى.