ما هي الدوافع التي تحرك كريتوس بطل سلسلة God Of War , الوحشية ام المشاعر الابوية ام محاولة ايجاد الخلاص لروحه.
تحتوي هذه القصة على حرق احداث سلسلة God of War باستثناء “God of War Ragnarok” .
في عالم أبطال ألعاب الفيديو ، يوجد كريتوس هناك مع ماريو وسونيك على الرغم من الفارق الزمني بين هذه الشخصيات الا ان كريتوس استطاع ان يحتل هذه المكانة بجدارة .
قدمت “God of War” الأصلية في عام 2005 اللاعبين إلى المحارب المتقشف الذي لا يرحم والذي شكلته الوحشية ويطارده ماضيه.
شهدت الاجزاء اللاحقة طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأوائل العقد الثاني اقتحام كراتوس لطريق دموي عبر الأساطير اليونانية.
غالبًا ما احتل السرد او الناحية القصصية في هذه الألعاب المبكرة مكانة ثانوية جاعلة معارك الزعماء واسلوب القتال الوحشي في المقدمة . و تصور هذه الألعاب اما رجلاً مضطربًا للغاية يتعامل مع الوحش الذي تحول اليه ( راجع قصة لعبة God Of War : الجدول الزمني والتاريخ) او شخصية كاريكاتورية همجية .
قام اصدار 2018 من اله الحرب بطرح تصور جديد ومنظور مختلف لشخصية كريتوس والذي انعكس بدوره على قصة اللعبة بصورة عامة , حيث طرحت الجانب الابوي له ومحاولته لايجاد الخلاص والهرب من ماضيه وهو الامر الذي قوبل باشادة من قبل محبي اللعبة والنقاد حيث ان الاستووديو قد قام بعمل مميز جدا للخروج بهذه الصيغة .
قال (مات سوفوس) رئيس او مسؤول تطوير القصة في في أحدث اصدار من السلسلة “God of War Ragnarok”: “أعتقد أن الكثير من الأشخاص قد شعروا أن كريتوس شخصية لا يمكن تعويضها إلى حد كبير”.
لاحظ المعجبون سريعا التغيير الذي حصل مع اضفاء الصبغة الابوية لكريتوس وظهور ابنه الى جانبه خلال رحلته في عالم الاساطير الاسكندنافية .
لكن الفريق الذي يقف وراء السلسلة في استوديو سانتا مونيكا التابع لشركة سوني لا يرى ذلك على أنه تحول في شخصيته , قال منتج “راجناروك” كوري بارلوج والمخرج إريك ويليامز وهما اثنان من رواد God of War منذ اليوم الأول إن إعادة الريبوت لم يكن تغييرا في شخصية كريتوس لكن هو عرض لكل جوانب شخصيته مشيرًا إلى أن شخصية كراتوس تم تحديدها دائمًا من خلال علاقته بالأبوة.
قال سوفوس: “كانت هذه فرصة بالنسبة لنا لنعرض او نتعرف على أجزاء من الأبوة لم نقم بها من قبل لأنه في السلسلة الاساسية كونه أبًا وزوجًا هو ما أدى إلى رحلة الانتقام”.
كما هو موضح في الفلاش باك في سلسلة “God of War” الأصلية ، فإن وفاة زوجة وابنة كريتوس هي التي أدت إلى تحريك ألاحداث ، وهي الخسارة الأولى في سلسلة من الخيانات التي شكلت وحددت شخصيته.
بعد ترقيته في الرتب ليصبح جنرالًا أمر كريتوس جيشًا من الجنود بمحاصرة أعداء سبارتا , ولكن عندما تغرق قواته في المعركة يتعهد كراتوس بحياته لآريس إله الحرب ليقلب النتيجة لصالحه , لكن بعد ذلك يخدع آريس كريتوس في محاولة لقطع علاقته الأخيرة بإنسانيته ، عائلته ، التي يذبحها كراتوس في غضب أعمى أثناء غزواته باسم الإله.
بمجرد أن يدرك ما فعله يغمر الحزن كريتوس , وفي حالة الذهول والرغبة بالانتقام يخدم كراتوس آلهة أوليمبوس الأخرى الذين يعدونه بالهروب من عذابه والكوابيس التي تلاحقه . ولكن بعد إطاعة أوامرهم لسنوات وذبح آريس نفسه ، أدرك أن هذه كانت خدعة أخرى. حيث ان التحالفات التي أقامها مع جبابرة ومقيمين في العالم السفلي وآلهة أخرى في سعيه للانتقام تنتهي جميعها بنفس الطريقة , المزيد من القتل والدمار والبؤس الذي يعانيه كريتوس .
بينما يتقدم إلى الأمام بلا تردد طوال كل هذا ، لم يكن Kratos منفصلاً عن الفظائع كما ظهر في هذه الألعاب المبكرة.
قال سوفوس: “إنه مدرك تمامًا لحقيقة أنه لم يكن الرجل الطيب في قصته”.
بنهاية “God of War III” ، من الواضح أن كريتوس يتأرجح بعد تعرضه لخيانه تلو الاخرى أثناء خدمته لآلهة وطنه. و يكتشف الحقيقة المروعة لنسبه وهي أن زيوس هو والده وهو نفسه الشخص الذي أمر باختطاف شقيقه ديموس عندما كان طفلاً في محاولة لمنع السقوط المتنبأ به لأوليمبوس.
في سعيه لقتل زيوس يرتبط كراتوس بباندورا الذي يذكره بابنته ومن خلال تلك الرابطة يبدأ في تطوير الأمل في أنه قد يتمكن أخيرًا من مسامحة نفسه ، لكن يجد نفسه يشاهدها تموت بينما يسخر زيوس منه لفشله في انقاذ كل من يقترب منه.
قال بارلوج إنه بعد أن هزم زيوس أخيرًا وصل كريتوس إلى أدنى مستوياته. وبالمجيء الى الريبوت ل “God of War” فان احداثه تدور بعد عدة سنوات غير محددة بعد أن بنى كريتوس عائلة في أرض الآلهة الإسكندنافية مع زوجته التي كانت محاربة اسمها فاي وابنه أتريس.
إن هذه العلاقة مع فاي (التي تحدث خارج الشاشة اي في الكواليس ولا تعرض في مجريات اللعبة ) هي التي شكلت الرجل الذي أعيد تقديمه الى اللاعبين في 2018 God of War تمامًا مثل الابوة التي وجدها حديثًا.
“كريتوس في نهاية” God of War III “سقط في بئر عميق داخل نفسه ، بئر يبلغ عمقها أميال وأميال . وبعد ذلك أمضى قدرًا هائلاً من الوقت بمفرده يغوص أعمق وأعمق في ذلك البئر وفاي كانت أول شخص رمى حبلًا للأسفل , لقد قامت فاي ببدا عملية التسلق بالتنسيق معه للخروج من هذا البئر “.
يجد Kratos نفسه يتنقل بمفرده مرة أخرى في God of War لعام 2018 ، والتي تبدأ بعد وفاة فاي تاركة Kratos للتنقل بين الأبوة والأمومة والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والتي تركتها وراءها. على الرغم من أنه لم يكن في ظل الظروف التي كان يأمل فيها إلا أن هذا يمنح كراتوس الفرصة لإعادة اكتشاف نفسه ومواجهة المشاعر التي هرب منها في الاجزاء السابقة.
“كنا نركز حقًا على من هو ، ليس في الحبكة الكبيرة للأساطير وموقعه منها وكل هذا النوع من الأشياء ، ولكن فقط من هو الرجل ,من هو كراتوس وماالذي تعامل معه وما الذي يخشاه وكل هذه الاشياء، قال سوفوس.
إن ألعاب God of War السابقة قدمت لمحات عن هذا العالم الأكثر تعقيدًا الذي يحدث داخل كراتوس. ولا سيما “God of War: Ghost of Sparta” ، التي تظهر كريتوس الشاب باعتباره الأخ الراعي والحامي لديموس حتى بين قسوة ووحشية تربيتهم كافراد من اسبارطة.
ان كل هذه المعاني والمشاعر كانت داخله دوما , لكن الظروف والخيانات التي تعرض لها وكسره من قبل الباقين جعله لا يستطيع التعامل مع ما اقترفت يداه .
ان كريتوس وبعد هروبه الى الاراضي الاسكندنافيه لايزال يؤمن ان ماضيه لايزل يلطخه ويلاحقه مثل اللون الرمادي لجلده الذي تلطخ به , لكنه يحاول ان لا يلوث ابنه, لذا فنحن نراه يحاول ان يكون شخصا افصل ويقوم باعمال ابوية تجاه ابنه .
كذلك لا ننسى ان المخاطر والتحديات كبيرة في اصدار 2018 , والمشكلة الاساسية ان تبعات فشله سترتد عل ابنه اتريوس .
كان كريتوس قد اخفى ماضيه عن ابنه طوال حياة زوجته لكن بعد ان كبر اتريوس وملاحظته لامتلاكه قوه لا يفهم معناها ولا من اين اتته كان لابد من اخبار اتريوس بتاريخه ومن هو .
كان هناك جزء حقيقي في عملية كتابة القصة لجزء 2018 حيث ان احد الكتاب للسلسلة كما هو الحال مع مسؤول القصه في اللعبة كان لديهم ابناء صغار في وقت قريب من وقت تطوير اللعبة مما ادى الى انعكاس حياتهم الحقيقية على اللعبة وعملية انتقال كريتوس من عالم الاساطير اليونانية الى الاسكندنافية اضافة الى تحوله من محارب يبحث عن الانتقام الى اب .
بينما يسافر Kratos مع Atreus لتحقيق رغبة زوجته الأخيرة في نشر رمادها على قمة أعلى جبل في العوالم التسعة ، كان الاثنان لديهما شيئ لم يكن لدى Kratos في الألعاب السابقة وهو رفقاء درب . حيث يلتقي الأب والابن مع الأخوين الأقزام بروك وسندري وإله الحكمة الإسكندنافي ميمير ، وهو تطور يقاومه كراتوس في البداية.
حيث يبتعد بنفسه رافضًا الإشارة إليهم بأي شيء آخر غير الأسماء المستعارة المختصرة مثل “رأس” لميمير . حتى ابنه “ولد” بدلاً من أتريس. لكن شيئا فشيئا تتطور صداقتهم عبر الرحلة .
في”Ragnarok” هذا السلوك من قبل كريتوس قد خف إلى حد كبير جيث اصبح يدعو Atreus و Mimir وبقية طاقمه بأسمائهم طوال اللعبة .
كريتوس الذي كان وحيدا لفترة طويلة من حياته اصبح يعتمد على الاخرين مشكلا رابطا معهم , هذا الرابط هو الذي يعمل على اخراج كريتوس الانسان من داخله.
يعود جزء من هذا التطور إلى نهاية “God of War” عندما نشر Kratos و Atreus رماد فاي وكشفوا عن سلالة خفية أخرى , اذ كانت فاي من العمالقة مما يجعل أتريس نصف عملاق ونصف إله. تكشف نبوءة أن كريتوس لن يعيش طويلا في هذا العالم وأن Atreus المعروف باسم Loki بين العمالقة سيكون متورطًا بطريقة ما في موته.
من المفهوم أن لدى أتريس أسئلة حول نسبه اما Kratos الذي صدمه الكشف عن ماضي فاي تمامًا مثل Atreus فعليه أن يتصالح مع حقيقة أنه ليس لديه أي إجابات.
علاوة على ذلك فهو يعلم أنه يجب عليه إعداد Atreus بسرعة لعالم بدونه ومع هذه المعرفة يأتي الضعف.
إنه يتصارع مع عيوبه ويحاول التصالح مع معرفة أنه يجب عليه الآن الاعتماد على صلاته الجديدة واصدقائه لسد الثغرات في تطوير Atreus .
شبح موته الذي يلوح في الأفق لا يغيب عن عقل كريتوس وهو في طريقه الى “راجناروك”. ولإعداد أتريس للبقاء على قيد الحياة في عالم بدونه فإنه مجبر على تصفية الحساب الذي تحمله بهدوء منذ اليونان حتى يتمكن أتريوس من فهم كيفية تجنب ارتكاب نفس الأخطاء.
كراتوس لا يريد أن يكون أتريس مثله. يريده أن يكون أفضل ، وهذا يعني الالتزام بنموه الشخصي.
يبذل كريتوس قصارى جهده لإرشاد اتريس إلى ما يراه الطريق الأكثر أمانًا ، الطريق إلى حيث سينجو ابنه ، حتى لو لم يفعل هو .